اليتيمه
عدد الرسائل : 115 تاريخ التسجيل : 29/10/2007
| موضوع: عندما تبكي اللآلئ السبت ديسمبر 01, 2007 1:43 pm | |
| اللؤلؤة الأولى
تولد طاهرة بريئة.. تعيش في الأعماق.. بعيدة عن العيون.. تحجبها عن الغواصين الصخور.. الكل يسبح في هذا البحر وفق قوانين محددة.. لكن بعض البحارين والقراصنة يخترقون هذه القوانين والأنظمة ويغوصون في أعماق البحر ليعبثوا باللآلئ.. ومنهم من إذا وجد لؤلؤة براقة.. أقبل عليها لاهثاً متودداً إليها بمعسول الكلام.. حتى إذا تمكن منها كسر صدفتها.. حجب بريقها.. رماها.. وهرب بعيداً.. بعد أن وضع عليها صخور من الهم والحزن والألم لتبكي وتأن طول الدهر ومنع عنها بريقها الى الأبد..
اللؤلؤة الثانية
هي كذلك تولد طاهرة بريئة.. أحياناً قد تطفو على سطح البحر.. لأنه ليس عليها صخور تحجبها.. لكنها ما زالت محافظة على بريقها ولمعانها.. قد يحوم حولها قراصنة البحر.. لكنهم لا يستطيعون إليها سبيلاً.. حتى يأتي إليها بحاراً.. باسطاً يداه لها.. تنجذب إليه.. يأخذها.. يحتفظ بها بين جنبيه.. ويظل بريقها يلمع معه الى الأبد..
اللؤلؤة الثالثة هي كذلك تولد طاهرة بريئة.. لكنها مرمية هناك في قاع البحر.. قد رمت بها الأقدار.. تلاطمتها الأمواج وأردتها في مكان سحيق.. يغمرها الطمي.. آثار الزمن قد محت محاسن وجهها.. وبدت عليها الشحوب.. لم يلتفت إليها أحداً من البحارة.. ربما لأنها ليست في مكان شاغرٍ يلتفت إليه الناس مثل أخواتها.. وقد تظل مدفونة تحت ذلك الطمي على مر السنوات حتى تذوب دون أن ترى بحاراً ولا شمس الحرية.. وربما يأتي إليها بحاراً متواضعاً.. لا يكلف نفسه عناء البحث في الأعماق.. ولكنه في الشطآن يبحث عنها أو عن مثيلتها.. يراها مرمية هناك.. يمد يداه لها.. ليمسح عن جبينها الطمي وآثار الزمن.. تنسدل إليه.. فيأخذها.. لتبقى معه نجمةً مضيئةً في سماء البحر الى الأبد..
| |
|